Free shipping for orders above SAR 200

Your cart

Your cart is empty


Explore our range of products

فلسفة العطر وصانعي العطور تاريخيا

فلسفة العطر وصانعي العطور تاريخيا

على مر العصور واختلاف الأزمنة ومنذُ قديم الأزل عند بداية صناعة العطور كظاهرةٍ جديدة كُلياً غيرت وجه الأناقة ومفهومها على الإطلاق وإلى الأبد، قد بدا من المتعارف عليه منذ ذلك الحين وحتى الآن بأن لكل عطر هويته وشكله وتركيبتهُ الخاصة التي تُعبر عن فلسفة ورؤية صانعه الخاصة للحياة، هذا وبحسبِ رواياتٍ وحكايات معينة، قيلَ بأن أول عطر قد تم صنعه في مصر قبل حوالي أربعة آلاف عام وأول عطر تم تركيبه كان في فرنسا عام 1370 ميلادي، وتُعد فرنسا موطن العطور الفاخرة في العالم، فإن أتيت على ذكر العطور فإن فرنسا هي أول ما يجول في ذهنك وهذا أمرٌ بديهي.

 

الامرُ لم يكن مُعقداً للغاية، وربما يراه البعضُ أمراً غايةً في الصعوبة؛ كلٌ يراهُ حسبَ منظوره للأناقة التي أصبحت اليوم وجهة نظرٍ كلٌ يراها حسب ما يرغب أو حسب ما يناسبُ ذوقه، مجموعة من الورود والزهور والنباتات والعناصر العطرية على اختلاف مصادرها وندرّتها وأثرها العطري، كالعود والمسك والياسمين والسوسن والورد البلغاري وزهور الحمضيات والعنبر ومكوناتٌ أخرى يتم البحث عنها وجمعها من جميع أنحاء العالم، أشخاص يقطعون مسافات طويلة جداً لجمعها ومزجها مع مكونات أخرى ولهذه المَشَّقة متعة خاصة لا يدركها إلا من أخذهُ شغفُ المهنة، ويرى الكثير من صانعي العطور أن هذه المهنة تعلو على كونها مجرد مهنة عادية كباقي المِهن، إنها فنٌ سامي كأي نوع آخر من الفنون و رُبما يعلو على جميعها لما فيه من مشَّقة وعنّاء كالسفر والبحث والانتظار وعنّاء ابتكار الجديد والمختلف في كل مرة.

 

ويرى صانعو العطور بأن العطور التي يقومون بصنعها كانت ولا تزالُ فلسفةً خاصة، صحيحٌ أنها لا تتحدثُ عن النفس البشرية، لكنها تلامسُها بلغةِ الأناقة وتثيرُ الفضول داخلها، فنجدُ بأننا كلما جربنا عطراً نسائياً أو رجالياً جديداً، يطرقُ بابنا سؤالٌ معين، ماذا كان يريد من صنع هذا العطر؟



ما هي غايته، هل كان يرغبُ في طرح الأسئلة، أم في الإجابة عليها، هل كان يريد أن يقول شيئاً و شَعرَ بالارتباك، فصنع عطره ليقول كل شيء دفعةً واحدة دون أن يشعر بالخجل، هل كان مشتاقاً لأحد وأراد أن يحتضن الغياب ويلمسَ الشوق ويشعر بما يُحب من خلال عبوة عطرٍ صغيرة، هل أراد لكلامه أن يكون عطراً أيضاً؟

 

إن للنفس البشرية فلسفتها الخاصة ورغبتها العارمة في البوح بكل شيءٍ، فأن تقول لأحدٍ ما بأنك تُحبه من خلال عطر، هذا أمر شاق نوعاً ما، فأنت قررت أن تفعل ذلك علناً وتُخبرَ الجميع بأنك عاشق وتمنح الجميع فرصة أن يتخيلوا مدى جمال من ألهمك كي تصمم من أجله عطراً وأن تجعل الجميع يتأثر بحزنك وفرحك و إبداعك، فالأمر هنا لا يقتصرُ على الفخامة التي يمنحها عطرك الذي صممته للناس. 

 

من المتعارف عليه أيضاً بأن هناك عطورٌ موسمية، مما يعني أنه لدينا عطورٌ شتوية و صيفية و ربيعية وخريفية، وكل عطرٍ منها تتناسبُ مكوناته ونوتاته العطرية مع الموسم الذي صمم من أجله وهذا الأمر له أثرٌ هام في عالم الأناقة والفخامة وهذه الرؤية في التصميم قد ساهمت في تغيير مفهوم الأناقة والفخامة إلى الأبد وأضفت مزيداً من التنوع وجعلت إمكانية تناسق العطر مع الموضة لكل فصل أمراً أكثر سهولة.

 

يمتلك كل واحدٍ من صانعي العطور فلسفته الخاصة في صنع العطور وتقديمها للناس وهناك فروقات كثيرة في تكوين صورتها فلسفياً تبعاً للرؤية الخاصة بكل واحدٍ منهم، فيرى البعض أن هناك عطورٌ متوحشة لا تستأذن الذاكرة أبداً وهناك عطورٌ تهمسُ لك بصوتٍ خافت "أنا هنا"، لا تكترث لها كثيراً فالعطرُ الحقيقي يتحدثُ بطلاقة وبإمكانه أن يُعيد ترتيب أية فوضى قد خلّفتها الحياة ويبدأ طريقه نحو الأناقة من جديد، وبإمكانه أن يُعيد ترتيب الكلمات كما يهوى إحساسه لا كما تُمليه عليه تركيبة النّص، العطرُ الحقيقي لا يختلقُ الأعذار للغياب، بل يتمرد عليه وعلى الزمن ويحضرُ إلى جميع الأماكن والبلدان والذكريات والحضارات التاريخية ويدخلها بثقافته وجماله وسحره، فالعطرُ جزءٌ هام من الجمال والثقافة، إنه يدخلُ بزهوره و ورودهِ التي جُمعت من شتى أنحاء الأرض، بفلسفته الخاصة التي لا تعرفُ الغُرف المُغلقة ولا الجدران ولا الحدود.

 

العطر يمنحُ الأناقة والفخامة المُطلقة للناس ويُمثلُ الحُرية المُطلقة التي لم يمنحهُ إياها أحدٌ سوى إبداع صانعه، وأنت ما هي وجهةُ نظرك الخاصة بالعطور؟  

Previous post
Next post
Back to Blogs