في جميع البلدان وعلى اختلاف طقوسها وأجوائها، كل من يعشق العطر ويُقدره كوسيلة مُدهشة للأناقة والفخامة للرجال والنساء على حد سواء، يُدرك أن اختيار العطور لا يتم بشكل عبثي أو عشوائي، بل وفق معايير وضوابط معينة وأسس خاصة، وغالباً يجب أن يتناسب العطر الذي نختاره مع المناسبة والطقس والموسم، وأحد أهم الأمور أن يتناسب مع المناخ السائد في البلاد التي نعيش فيها، وهو أحد أكثر الاِياء التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار بشكل جدّي عند اختيار العطر، فالعطور وتصنيفاتها مبنية في صناعتها على تلك الأسس، وهناك أيضاً اعتبارات ثقافية مرتبطة بالعطور في كل بلادٍ وثقافتها على حدى، وخاصة بلدان الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال هناك ثقافة منتشرة بكثرة في دول الخليج وهي عشق شعوبها للعطور الخشبية وعطور العود والبخور وخاصة في المملكة العربية السعودية، العطور يجب أن تتناسب طرداً مع مناخها الذي يتسمُ بالحرارة والدفء بشكل دائم، بالإضافة إلى موروث وعادات وتقاليد معينة شائعة منذ القدم تتعلق بعطور العود والعطور الشرقية والخشبية وهي تعكسُ بالضرورة هوية معينة للشعب السعودي والذي اشتُهر بعشقه لهذه العطور لعدة أسباب من أهمها تناغم هذه العطور مع الطقس هناك، ويعود ذلك لكونها تمنحُ مستخدميها ثباتاً طويل الأمد وفوحاناً أقوى وأناقة تتناسبُ مع الطقس والثقافة والثقافة والموروث السائد عن العطر.
وبما أن الثقافة أو الذوق السائد في السعودية في مسألة اختيار العطور الرجالية والنسائية يُكرّسُ أو يُرّوج لاختيار العطور الشرقية أكثر من الغربية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن العطور الغربية تلقى رواجاً كبيراً في المملكة على الرغم من أنها لا تتناسبُ مع الطقس كونها تحتوي على عناصر عطرية لا تمنحُ ثباتاً طويل الأمد أو فوحاناً قوياً مثل الزهور والفواكه والمكونات المنعشة مثل الحمضيات والألدهيدات، بينما تتضمن تراكيب العطور الشرقية عناصر دافئة مثل الأخشاب والمسك والفانيليا والتوابل الحارة، وتُسهم هذه العناصر بجعل هذا النوع من العطور طويل الأمد.
وذهبَ الكثير من عشاق وخبراء العطور إلى أنه يمكننا استخدام النوعين من العطور، الشرقية والغربية بالرغم من ثبات الطقس والحرارة في المملكة العربية السعودية، لأن الأذواق تختلف من شخص لآخر وخاصة لدى النساء، وهناك علامات تجارية مزجت ما بين الطابَعين الشرقي والغربي في العطور مثل أمواج وديور وتوم فورد، حيثُ استطاعت هذه العلامات التجارية تقديم عطور فاخرة جمعت ما بين الطابعين من جميع الجوانب.
عند اختيار عطرك يجبُ أن تضع في الحسبان عدة معايير أهمها أن يكون العطر مناسباً وملائماً للطقس والمُناسبة والمكان، وهذه المعايير من شأنها أن تكون مكملاً لأناقتك، فالأجواء الحارة لا يناسبها إلا العطور المنعشة و الفاكهية أو العطور الخشبية الحارة، والأجواء الشتوية أو الباردة يتناسبُ معها استخدام العطور العنبرية والعطور الخشبية أيضاً، ويختلف ذلك من شخص إلى آخر، ويجبُ أيضاً مراعاة حُسن الاختيار تبعاً للمناسبات أيضاً كحفلات الزفاف أو أماكن العمل، أو أماكن السهر، أو الاستخدام اليومي للعطور.
هناك العديد من العلامات التجارية الرائدة في عالم العطور في المملكة العربية السعودية والتي صنعت لنفسها تاريخاً مدهشاً في هذا المجال، وتحظى عطورها بإعجاب وتقدير الكثير من عشاق العطور، تحققُ منتجاتها وعطورها الكثير من تلك المعايير التي يجبُ اتباعها عند اختيار العطر كما ذكرنا آنفاً، ومن أبرز هذه العلامات التجارية:
ديور، شانيل، زارا، هوغو بوس، عبد الصمد القرشي، العربية للعود، أمواج، توم فورد، كريد أفينتوس، الرصاصي والحرمين وغيرها من علامات تجارية فاخرة حفرت اسمها عميقاً في ذاكرة الأناقة وأصبحت عصّية على النسيان، وتحظى عطور هذه العلامات التجارية بشعبية وإعجاب وتقدير كبيرين كونها تتميز بعدة خواص من أهمها أنها ذات تركيزٍ عالٍ وثبات طويل الأمد، وتحتوي على مكونات عطرية فاخرة مثل العود والعنبر والمسك ويمكن استخدامها في الكثير من المناسبات كونها ذات تركيبة مرّنة تتناسبُ مع طقس ومناخ المملكة العربية السعودية.
